خطبة بعنوان : “فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 26 من ذي القعدة 1438هـ، الموافق 18 أغسطس 2017م
خطبة بعنوان : “فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 26 من ذي القعدة 1438هـ، الموافق 18 أغسطس 2017م.
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا
ولقراءة الخطبة كما يلي:
الحمد لله رب العالمين دعا عباده المؤمنين إلى حج بيته الحرام؛ ليشهدوا منافع لهم، وليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، نحمده ونستعينه ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونسعد أن محمدًا عبده ورسوله القائل: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه “اللهم صلاة وسلاما عليك يا رسول الله وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد فيا جماعة الإسلام.. أيام قلائل وتهل علينا الأيام المباركات التي تميزت بفضائل ليست لغيرها من سائر الأيام حيث فضلها رب العزة تبارك وتعالي ونبينا – صلى الله عليه وسلم – وهاك بيانها من محكم القران ومن سنة النبي العدنان – صلى الله عليه وسلم -.
* أقسم الله عز وجل بشرفها: إخوة الإسلام: من فضائل تلك الأيام الفاضلة أن الله تعالى أقسم بها وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال:”وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر”(الفجر/ 1 – 3). والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر”. ( النسائي).
*الأيام المعلومات: عباد الله: وهي الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره سبحانه وتعالي هذه الأيام أيام ذكر و تسبيح و تهليل قال تعالى:”وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَام “(الحج:28) وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
*أفضل أيام الدهر : عباد الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لهذه ا الأيام بأنها أفضل أيام الدنيا: ولقد كشف لنا النبي – صلى الله عليه وسلم الغطاء عن فضائل تلك الأيام فأخبرنا سيد الأنام-صلى الله عليه وسلم – بأنها أفضل أيام الدنيا وأن العمل فيها أفضل من غيرها. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”( البخاري). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر – قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟أكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه”( أحمد).
*مسك ختامها يوم عرفة: إخوة الإيمان : وهذه الأيام تشتمل على يوم هو افضل أيام الدنيا على الإطلاق ألا و هو يوم عرفة يوم العتق من النار يوم المباهاة يوم تقال العثرات و ترفع الدرجات و يتجلى فيه رب الأرض و السماوات عن عقبة بن عامر – رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال:”يومُ عرفةَ، ويومُ النَّحرِ، وأيامُ التشريق: عيدُنا أهلَ الإِسلام، وهي أيامُ أكل وشُرْب “(أبو داود، والترمذي، والنسائي). وقال صلي عليه وسلم:” خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفه “(البخاري).
* فيها يوم النحر أعظم الأيام: و من فضائل العشر أن فيها يوم النحر و لذلك اليوم فضائل عظيمة، فعن عبد الله بن قرط – رضي الله عنه -: أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إنَّ أعْظَمَ الأيَّامِ عند الله: يومُ النَّحر، ثم يومُ القَرِّ، قال ثور: هو اليوم الثاني… الحديث”( أبو داود). *تجمع أمهات الفرائض: أيها الأحباب: و اجتماع أمهات العبادة في هذه العشر هي اجتماع أمهات الطاعات وأمهات الفرائض فهي إعلان لوحدانية الله تعالى – و هذا هو الركن الأول من أركان الإسلام و فيها تقام الصلوات و تخرج الصدقات و يحج بيت رب الأرض و السماوات قال الحافظ ابن حجر في الفتح: “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره”.
*الأيام العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام: أحباب رسول الله و من بين تلك الفضائل أنها العشر التي اتمها الله تعالى لكليمه موسى عليه السلام قال تعالي :” وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ “(الأعراف: 142). عن مجاهد في قول الله تعالى:” وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً” (الأعراف: 142). قال: ذو القعدة (وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ من ذي الحجة). * فيها اليوم المشهود الذي اقسم به الرب المعبود: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:” وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ”(البروج: 3 ).قَالَ: ” الشَّاهِدُ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْمَوْعُودُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ”(أحمد.)
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ، امابعد فيا جماعة الإسلام . لازلنا نواصل الحديث حول تلك العشر الاوائل من ذي الحجة.. * فيها اليوم الذي أتم الله فيه النعمة وأكمل فيه الدين: إخوة الومن بركات ذلك اليوم أن الله تعالى أتم فيه النعمة و أكمل فيه الدين فهو يوم من أيام ذلك الدين القيم. فعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ أَيُّ آيَةٍ قَالَ ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا” قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة”(البخاري).